السبت، 29 يونيو 2019

شاعران من الصين القديمة



إعداد وترجمة: خالد البدور


                                                  الشاعر دو فو





يُعد الشاعر دو فو أحد رواد الشعر في الصين القديمة. عاش ما بين عامي 721 و 

772 للميلاد، خلال عهد أسرة تانغ. وعلى الرغم من أنه عاش حياته كموظف عام في 

حياة مستقرة، إلا أنه عانى بعد ذلك إثر حدوث اضطرابات عام 755 ، والتي أثرت

في مجمل الحياة في الصين في ذلك العهد. تمت المحافظة على أشعاره، ويتوفر منها 

حالياً ما يقارب 1500  قصيدة. لُقِّب (الشاعر المؤرخ) و (الشاعر الناسك).


أربع مقاطع لتوديع دوك يان في محطة فينجي


بعد رفقة طويلة، بعد هذه اللحظة سنفترق.
أيتها الجبال الخضراء: هذا أنا أردد احزاني بحرقة
في أي يوم سنتناول من الكأس معاً؟
ليلة البارحة سافرنا معاً تحت ضوء القمر
في كل إقليم، أنت
في ثلاثة أقاليم جديدة وقديمة تم تكريمك.
أما أنا فسأعود إلى قريتي قرب النهر
لأقضي ما تبقى من حياتي في عزلة.

مقدم الربيع

سقطت المدينة: لم يتبق سوى التلال والأنهار.
كانت الشوارع خضراء بالعشب والأشجار في الربيع.
الأزهار تنتحب حزانى على هذه الأزمنة.
لقد روّعت قلبي الطيور، وأخشى أن تهاجر.
نار المنارة تشتعل منذ ثلاثة أشهر،
وأصبحت رسالة من الوطن تساوي آلاف القطع الذهبية.
ها أنا أخربش الشَّعر الضئيل على رأسي الأبيض
محاولا تثبيته بدبوس شعر دون جدوى.

قمرٌ مكتمل

فوق البرج قمر مكتمل وحيد.
على النهر البارد مروراً بالبيوت الممتلئة بالليل،
إنه ينثر الذهب المضطرب عبر الأمواج.
لمعانه على السجاد، أبهى من القماش الحريري.

قمم فارغة، صمت: بين النجوم المتناثرة،
ينجرف دون عيب. صنوبر وقرفة
تنتشر في حديقتي القديمة. . . كل الضوء،
كل العشرة آلاف ميل، دفعة واحدة، تحت ضوئه!


                                                الشاعر لي بو



يعتبر لي بو أحد رواد الشعر الصيني في عهد أسرة تانع، ما بين عامي 701 و 762. وقد عُد منذ ذلك العهد كشاعر متميز وخاصة في الشعر الرومانسي، حيث قام بنقل الشعر الصيني إلى مستويات عليا في التعبير الشعري. كان هو، وصديقه الشاعر دو فو، أهم شاعرين في حقبة أسرة تانغ، والتي يطلق عليها "العصر الذهبي للشعر الصيني". يتغنى في شعره بالصداقة والطبيعة والعزلة.

زيارة لمعلم التاو داي تيان شان دون التمكن من ايجاده

كلب ينبح بقرب صوت المياه.
والندى يلوِّن أزهار شجرة الخوخ. في الغابات

رأيت بضعة غزلان، ثم بقرب الخليج،
لم أسمع أجراس منتصف النهار تُقرع في المعبد.

خيزران بري يقسّم الضباب الأزرق
وجدول معلق في القمم الياقوتية.

لا أحد يعرف أين ذهبتَ. مع هذا
وجدتُ شجرتين أو ثلاثة من الصنوبر.

الماء الأخضر

قمر الخريف ينير الماء الأخضر
وكل الصبايا يجذفن باتجاه بحيرة الجنوب
لجمع الليلك المائي:
يزهر اللوتس ساحراً، كما لو أنه يهمس،
وتنفطر قلوب تلك الصبايا لجماله الشاحب.


إلى دو فو من شانتانغ

تسألني كيف أقضي وقتي
أنني أتوسّد جذع شجرة
منصتاً لرياح الخريف
تمرُّ عبر أشجار الصنوبر طوال الليل والنهار.

لا يمكن أن يسكرني نبيذُ شانتانغ.
ويضجرني شعراؤها المحليين
غير أن تفكيري يبقى معك
كما لو كان نهر "وين" يتدفق دونما نهاية. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  شعر ميري أوليفر : ترياق لتجاوزات الحضارة ترجمة - خالد البدور فقد الشعر الأميركي   عام  2019  ميري أوليفر، أحد الأصوات الشعرية ...