الاثنين، 20 مايو 2019

مختارات من المجموعة الشعرية - في بلاد الرياح



         

كغيمةٍ

حريٌّ بي
وجبالُ الرّمالِ أمامي
الصُّعودُ بصمتٍ
كغَيمة.

سُحُبٌ

سُحُبٌ
سُحُبٌ كثيرةٌ مرَّت
فوقَ تلكَ الشّجرةِ
ولازلْتَ أنتَ صغيراً
تلـْهو
قربَ البئر.

ليلةٌ باردة

هل حانَ وقتُ العشاءِ
مِصباحُ الغازِ لازالَ مُطفأً
فوالدُكَ لم يعُد بعدُ مِنَ المسجِد
ريحٌ شماليةٌ عاتِيةٌ
في ليلةٍ موحِشة
أنتَ ترتجفُ وحيداً تحتَ اللِّحافِ
والنخلةُ وسْطَ البيتِ تكادُ
تهوي.

الكثيب

متى؟
قُلْ لي متى سنذهبُ
كي نَتدحْرجَ
فوقَ ذاكَ الكثيبِ؟

مُنذُ أيّامٍ

منذُ أيّامٍ
والرّافعةُ تَثقُبُ الأرْضَ
بعَمودِها الحَديديِّ قُربَ البيتِ
لِبِناءٍ جديدٍ
مُنذُ أيّامٍ يُوقِظُنا في الفجْرِ
طَنينٌ
يَملأُ فضاءَ الغُرفةِ
ويَهُزُّ الجُدرانَ.


مُنذُ أيّامٍ
نَلمَحُ الرّافعةَ
مِن نافذةِ غُرفةِ النّومِ
ونُفكِّرُ 
في
أشجارِنا.

الحديقة

تَلاشى النّهارُ مِنَ السَّماءِ
وَقْتَ قصَدَ الحديقةَ.
ستَأخُذُهُ صَوبَها طُرُقاتٌ مُلْتوِيةٌ
سارَ
حدّثَ نفسَهُ عنِ النُّزهةِ القادِمةِ
كم هو رائعٌ 
أنْ أتَنفّسَ قُربَ الشَّجرِ.

هذه عَرَباتٌ فارِهةٌ تَصهَلُ
تاركةً خلفَها رِياحاً حارِقةً
تلْفَحُ الوَجْهَ.

لم يَعُدْ يرى الأُفُقَ كما كان يراه مِن قبلُ
دَفعَ الجَسَدَ رَغْمَ وَجعِ السّاقِ
وسْطَ ضبابِ أْيلولَ
ومشى.

بعدَ أقلَّ مِن ساعةٍ 
تَوقّفَ 
كانَ يلهَثُ 
وكانَ المساءُ ثَقيلاً 
قُربَ جِدارِ
الحديقة.

القِطارُ السُّفليُّ للمدينة

في القطارِ السُّفليِّ للمدينةِ
تَجلِسُ بمِعْطفِكَ الثّقيلِ خَشيةَ البرْدِ
في المدينةِ الّتي استقبلتْكَ قبلَ ثلاثينَ عاماً
حينَ كانتِ الحياةُ فَتيّةً
لا تعرِفُ عنها شيئاً بعدُ.
كانتِ الأشجارُ قد نَزعَتْ أوراقَها
تُحاولُ تَرْكَ الرُّوحِ تَتدفّأُ بالأحلامِ
وُجوهٌ كثيرةٌ في القطارِ حيثُ الجرائدُ مُبعثرةٌ
في مَمرّاتِهِ
يَقتربُ الوقتُ مِنَ اللّيلِ
ولم تَصلْ مَحطّتَكَ بعدُ.
تَجمّعتِ الغُيومُ فوقَ المَنزِلِ
لرُبّما تُرسِلُ ثَلْجاً هذه اللّيلةَ
ويُصبحُ عالَمُكَ أبيضَ
عِندَها يُمكنُكَ تَذكُّرُ الأغاني
الّتي ترنّمْتَ بها شابّاً
مُنتظراً الحافلةَ
في الطّريقِ إلى دَرسِكَ الصّباحيّ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  شعر ميري أوليفر : ترياق لتجاوزات الحضارة ترجمة - خالد البدور فقد الشعر الأميركي   عام  2019  ميري أوليفر، أحد الأصوات الشعرية ...