الأربعاء، 3 يوليو 2019

الشاعر الهندي "كبير": شعرٌ يربط السماء بالأرض






إعداد وترجمة: خالد البدور

على الرغم من أنه لا يُعرف سوى القليل عن حياة الشاعر والصوفي الهندي "كبير"، فإن بعض المصادر تشير إلى أن ولادته كانت في الفترة ما بين 1398 - 1518 للميلاد، بالقرب من بينارس، وهي مدينة ذات أهمية دينية كبيرة في الهند. 

نشأ وترعرع في عائلة من النساجين المسلمين، قبل أن يصبح تلميذا للمعلم الهندوسي راماناندا، وبهذا يعتبر (كبير) صوفيًا وكذلك قديساً براهمياً.

ينهل شعر "كبير" من تعاليم كل من الهندوسية والإسلام، على الرغم من أنه كان ينتقد جوانب معينة من سلوكيات أتباع الديانتين. بالإضافة لذلك نجد أنه يتم تضمين بعض من تعاليمه في مجموعة من كتب الطائفة السيخية.

ترتكز قصائده الصوفية في استلهام تفاصيل الحياة اليومية لتوصيل أفكاره. كان يحاول أن يربط التعاليم السماوية بتجربة الإنسان على الأرض. وقد رفض الإغراق في الطقوس للوصول إلى الله، كما وقف ضد التعصب، داعياً إلى الإيمان الكوني الذي يتجاوز الإختلافات الدينية.

كان أحد الشعراء الكبار الذي تركوا أثراً بالغاً في تاريخ الشعر الهندي. ولأنه عاش وتأثر بعدة أديان وفلسفات هندية، فإن مسلمي الهند يعتبرونه مسلماً والهندوس هندوسياً، وكذلك الأمر لدى السيخ. وبسبب الغموض الذي يحيط تاريخ حياته انتشرت قصص عديدة عنه، بعضها حقيقي وبعضها متخيل. بعد وفاته جاء أتباع عدة له واسسوا جماعة مهمتها نشر وتعليم مبادئه وأشعاره.


شعر: كبير
ترجمة: خالد البدور


                             استيقظ!

يامن في داخلي،
اسمعني،
الروحُ العظمى أو
المُعَلِّمُ يقترب،
استيقظ، استيقظ!

أركض وقف عند قدميه 
هو الأنَ قريبٌ من رأسِك.
لقد نمتَ لملايينَ وملايينَ من السنين.
لماذا لا تستيقظ هذا الصباح؟


                       هناك قمرٌ في جسدي

يضيء القمر في جسدي، لكن عيني العمياء لا تستطيع رؤيته:
القمر بداخلي وكذلك الشمس.
إن طبل الخلود الذي لم يقرع، يُسمع بداخلي. لكن أذني صماء لا تستطيع سماعها.

طالما يصرخ الإنسان بصخب من أجل الأنا وما هو "لي"، فأعماله كالعدم:
عندما يموت حب الأنا وما هو "لي"، ينتهي عمل الرب.
ليس للعمل هدف آخر سوى الحصول على المعرفة:
عندما تأتي المعرفة، يُزاح العمل بعيدا.

تزهر الزهرة من أجل الثمرة: وحين تولد الثمرة، تذبل الزهرة.
المسك موجود في الغزال، لكنه لا يبحث عنه في نفسه:
إنه يتجول بحثًا عن العشب.

                            أزِل الحجاب

أزِل الحجاب
الذي يحجبُ
قلبَك

فهناك
ستجد
من
تبحث عنه.


                       احكي لي أيتها الوزّة

احكي لي أيتها الوزّة، حكايتك القديمة.
من أي أرض أتيت، أيتها الوزّة؟ وإلى أي شاطئ سوف تطيرين؟
أين ستكون استراحتك، أيتها الوزّة، وما الذي تبحثين عنه؟

حتى هذا الصباح، أيتها الوزّة، استيقظي، انهضي، واتبعيني!.
هناك أرض لا تسيطر فيها شكوك ولا الأحزان: حيث لا يعود للموت رهبة.
هناك تُزهر غابة الربيع، ورائحة عطر من "هو أنا"، تولد في الريح:
هناك حيث نحلة القلب مغمورة بعمق، ولا ترغب في أي بهجة آخر.


                       كيف يمكنني التعبير

آه، كيف يمكنني التعبير عن هذه الكلمة السرية؟
كيف يمكن أن أقول إنه ليس هكذا، وهو هكذا؟
إذا قلت إنه بداخلي، يخجل الكون:
إذا قلت إنه خارجي، فهذا زيف.
انه يجعل العالمين الداخلي والخارجي غير قابلين للتجزئة؛
الواعي واللاواعي، كلاهما مسند أقدامه.
إنه ليس ظاهراً ولا مخفيًا، ولا يُكشف ولا ينكشف:
ليس هناك كلمات لتقول ما هو.


                          المصابيح تشتعل

المصابيح تشتعل في كل بيت أيها الأعمى! ولا تستطيع رؤيتها.
في أحد الأيام ستفتح عينيك فجأة، وسترى: وسوف يختفي عنك الموت.
لا يوجد شيء لتقوله أو تسمعه، لا شيء يمكن فعله: إنه هو الذي يعيش، لكنه ميت، ولن يموت أبداً مرة أخرى.

لأنه يعيش في عزلة، لذلك يقول اليوغي إن منزله بعيد.
ربك قريب: ومع ذلك فأنت تتسلق شجرة النخيل بحثاً عنه.
ينتقل الراهب البراهمي من منزل إلى منزل ليُدخل الناس في الدين:
واسفاه! ينبوع الحياة الحقيقي بجانبك، وأنت نصبت حجراً لتعبده.
يقول كبير: "قد لا أعبِّر أبدًا عن كم هو جميل ربِّي. 
اليوغا واستخدام السبحات، والفضيلة والرذيلة، 
كل هذه ليست له."


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

  شعر ميري أوليفر : ترياق لتجاوزات الحضارة ترجمة - خالد البدور فقد الشعر الأميركي   عام  2019  ميري أوليفر، أحد الأصوات الشعرية ...