فيلم "١٩٨٢" : الحب في الزمن الموجع للحرب
خالد البدور لربما لا يمكن لأي فن آخر أن يجسد المشاعر الإنسانية من آلام وأفراح واضرابات وتقلبات كما تجسدها كاميرا السينما وتنقلها لنا، فننتقل إلى مسرح ذلك العالم المُتخيل الذي تُقدمه لنا، ونعيش نحن تلك المشاعر ونعاني من نفس الآلام كما لو أنها تحدث لنا. بعد عقود من الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 يقدم لنا المخرج اللبناني وليد مؤنس فيلم "١٩٨٢"، وهو أول أفلامه، حيث يسرد فيه شهادة بصرية مؤلمة عن تلك الحرب، ويكشف لنا ما يمكن أن تُحدثه من جراح جسدية ونفسية لا يمكن أن تُنسى في حياة كل من يعيش أيامها. اختار المخرج أن يُرينا ما شهده هو شخصيا، حين كان صبيا، يوم الغزو الإسرائيلي الوحشي لبيروت، وهو لايزال طالبا في مدرسته الابتدائية. حمل المخرج كاميرته ذهب إلي نفس تلك المدرسة التي تقع في منطقة برمانا، وقام بتصوير الفيلم هناك، فالمدرسة لازالت علي حالها ولم تتغير منذ ذلك الوقت. ترصد حكاية الفيلم ما حدث في نهار ذلك اليوم من خلال عين الطالب وسام وهو في حوالي العاشرة من عمره. يوم الاجتياح هذا هو نفسه يوم الامتحانات النهائية، والتي تدل علي اقتراب الصيف وبوعود لإجازة سعيدة ومفرحة. ي...